بسم الله الرحمان الرحيم
تمثل السنة أهم مصادر دين الإسلام بعد القرءان الكريم في التشريع والأخلاق. حافظ عليها الصحابة حفظا بوسائل متعددة اعتمدها المسلمون طيلة عهد الحضارة الإسلامية، وبذلوا جهدا كبيرا في وضع القواعد والمناهج التي تميز صحيحها من مدخولها، وتمكن من اختبار هذه الوسائل والنتائج عبر القرون.
لكن ظهر في القرون الثلاثة الأخيرة دعوات تبث ضروبا من التشكيك بمصداقيتها؛ أحيانا بدعوى إمكان العمل بالقرآن والتصرف بمعانيه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وأحيانا بالطعن فيها من خلال بعض الأحاديث التي اعتبروها نموذجا يخالف العقل وهو ليس بالعقل المطلق، وإنما باعتبار أهوائهم الخاصة وما ألفوه من عاداتهم الباطلة. وأحيانا بالطعن في مصداقية نقلها وتوثيقها وادعاء دخول الأغراض السياسية والعقائد الطائفية والمصالح الشخصية. وأحيانا بدعوى الانقطاع بين الرسول صلى الله عليه وسلم واعتبار أنه مر قرن من الزمن على وفاته صلى الله عليه و السلم قبل أن تكتب في الدواوين، و بالتالي يمكن اعتبار هذه الأحاديث أنها اختراع الفقهاء في القرن الثاني نسبوها زورا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وركبوا لها أسانيد لتحصيل المشروعية التاريخية لتلك الأقوال والأحكام.