ملخص المحاضرة
تروم هذه الورقة البحثية التعريف بجهود عَلم من أعلام المغرب في الانتصار للسنة النبوية الشريفة، وهو العالم اللغوي الفذ، والإمام المحدث المتمكن أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي المدني المالكي المشهور بالشرقي. أحد أئمة العربية في القرن الثاني عشر الهجري، (ت1170هـ) وهو من الذين خدموا السنة النبوية الشريفة، وانتصروا لها، ونافحوا عنها في مجال علوم العربية، فقد نقض شبه الذين منعوا الاستشهاد بالحديث النبوي في النحو، ورد مزاعمهم بحجة ظاهرة وبديهة حاضرة، وقول فصل لا يقطع. يقول في شرح كفاية المتحفظ: (وما رأيت أحدًا من الأشياخ المحققين إلا وهو يستدل بالأحاديث على القواعد النحوية والألفاظ اللغوية، ويستنبطون من الأحاديث النبوية الأحكام النحوية والصرفية واللغوية وغير ذلك من أنواع العلوم اللسانية، كما يستخرجون منها الأحكام الشرعية... ثم تتبعت كلام أبي حيان وابن الضائع الذي نقله الجلال هنالك، ونقضته لبنة لبنة بما لا غبار عليه في نحو كراسين منه، وأبديت هنالك من التحقيقات العجيبة ما لا يشك مطالعه أنه نفحة من النفحات النبوية) ص 100.
وقد تتبع ابن الطيب هذه الشبهات التي ساقها السيوطي في كتابه (الاقتراح في أصول النحو) معزوة لأبي حيان وابن الضائع متابعا لهما فيما ذهبا إليه، فنقضها فكرة فكرة، وبين بطلانها، منتصرا لمذهب ابن مالك الذي يرى الاستشهاد بالحديث النبوي مطلقا. وبين بالدليل القاطع والبرهان الدامغ أنه يحتج بالحديث في النحو، سواء روي باللفظ أم بالمعنى، وقال هذا الذي ينبغي التعويل عليه، والمصير إليه.
Commentaires