ملخص المداخلة
إن تاريخ الشبهات والاعتراض على النص الشرعي عموما والسنة خصوصا؛ هو تاريخ الدفاع والانتصار لها كذلك، إذ لا يوجد مشكك وعابث إلا ويوجد في مقابله المدافع المصحح المناصر، وهي سنة من سنن الحياة والشريعة الإسلامية خاصة، ومن الذين تجندوا لخدمة السنة الشريفة ومناصرتها: علماء أصول الفقه، وعلى رأسهم الإمام الشاطبي (ت 790ه) رحمه الله تعالى، الذي أشرق نجمه من جهة الغرب، حتى صار يُستضاء به في علوم الشريعة كلها.
وقد حاول البحث أن يبين دور هذا العَلم في الدفاع عن السنة وكيفية دحض الشبهات من خلال ردها إلى القواعد الأصولية، واتباع منهج صارم في ذلك، والبحث جاء في مبحثين؛ تحت كل منهما مطلبان:
المبحث الأول: الإمام الشاطبي: مؤهلاته وجهوده المبذولة لتأسيس علم الانتصار للسنة.
المطلب الأول: تمت الإشارة فيه إلى مؤهلاته، (بلسانه وقلمه)، والأسباب التي دفعته للقيام بهذه المهمة، وما لاقاه في سبيل ذلك من اتهامات وصعوبات.
المطلب الثاني: خصص للبحث وتتبع القواعد التي أصلها للذب عن السنة، وجاءت كثيرة. وكان القصد الأصلي: هو توظيف القاعدة والقياس عليها لمواجهة الشبهات في كل زمان ومكان؛
المبحث الثاني: القاعدة الأصولية وأثرها في دحض الشبهات:
المطلب الأول: إشارة خفيفة لأهمية القاعدة، وإلى صفات المشككين ودرجة خطورتهم على الشباب المسلم، وأن الذي يشتغل بالمنهج ويستعمل نفس القواعد هو الأخطر، والذي تخرج من جامعة ومركز إسلامي له سمعته أكثر خطورة.
المطلب الثاني: انتقاء بعض الشبه المتكررة المتداولة، والجواب عنها من خلال ردها إلى القاعدة التي أصلها الإمام الشاطبي.
ثم خَلُص البحث إلى نتيجة وهي: أن الأقدر على الانتصار للسنة والدفاع عنها، إن قُصد به: رد الشبهات وتصحيح الفهوم: هو المستعمل للقاعدة الفقهية والأصولية، أي الأصولي وما دون ذلك فهو مضيع للوقت والجهد، وأن من ليس عنده أهلية وليس له قدرة على استعمال القاعدة؛ من الأحسن أن لا يُدخل نفسه ضمن المنتصرين للسنة؛ إذ ضرره سيكون أكثر مما يريد الوصول إليه. وأن الحل ليس تتبع هذه الشبه بل توجيه الطلبة إلى دراسة أصول الفقه دراسة حقيقة، وإعادة الاعتبار أيضا للعلوم التي كانت موجودة ومرافقة له؛ كالمنطق وعلم الكلام، إذ المشككون أغلبهم يستعمل بعض هذه الأدوات. أما مصطلحات البحث فكانت واضحة ولم أعط لها أهمية؛ رغم أن مصطلح "الانتصار" يحتمل ويشمل: الدفاع عن الشبهات والمشككين، كما يشمل التصحيح وتوضيح المشكلات في الفهم للنص الشرعي كذلك. ومصادر البحث الأساس: كتب الإمام الشاطبي رحمه الله: الاعتصام والموافقات.
Commentaires