لما كان الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- حملة هذا الدين، ونقلة الوحي، ونتاجا طيبا للمدرسة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، عُني العلماء بتدوين أسمائهم وتراجمهم، وتَقصي أخبارهم وسِيرهم، ووضعوا لهذا الغرض تآليف جامعة تنامت حجما وكيفا قرنا بعد قرن، وطبقة بعد طبقة، ولعل من أهم المؤلفات في الباب وأجلها كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لحافظ المغرب أبي عمر ابن عبد البر القرطبي (ت463هـ).