الأستاذة زينب أبو علي
س: هل تكفي معرفة الصحة والضعف للاستدلال بالأحاديث؟
ج: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
الاستدلال بالحديث هو طلب الدليل على مسائل فقهية تعبدية أو عقدية، والاستدلال له ضوابط، اعتنى المحدثون ببيانها، بدءا بالاستيثاق من ثبوت الدليل، بدراسة السند لإثبات صحة الحديث، وأن يكون الحديث سالما من المعارضة، فلا يعارض القرآن الكريم، ولا الحديث الصحيح المعمول به، لأن الشريعة لا تناقض فيها، وما كان فيه التعارض حقيقيا، كالنسخ يؤخذ بالناسخ ويترك المنسوخ، أو ظاهره التعارض كمختلف الحديث، فيصار إلى إعمال الدليلين أولا، وهذا جعلت له ضوابط خاصة بينها المحدثون.
وتجمع الأحاديث ذات الموضوع الواحد، فلا يستدل بالحديث الواحد على مسألة فقهية، لذلك نجد في تصانيف المحدثين ما اصطلحوا على تسميته بأحاديث الباب.
ومعرفة غريب ألفاظ الحديث حتى يتضح المعنى، حتى يفهم وجه الدلالة من هذا الحديث.
ومعرفة أسباب الحديث، في الأحاديث التي ذكر لها السبب.
وينظر كذلك الى مقاصد الحديث والمصلحة التي أرادها الشارع من هذا الحديث.
هذه الضوابط هي قواعد في علوم الصنعة ولها تداخل مع أصول الفقه، تضبط عمل الفقيه أثناء الاستدلال بالأحاديث.
س: "من تزوج فقد استكمل شطر دينه" هل هذا حديث صحيح؟ وهل معناه أن من لم يتزوج ينقصه الشطر الثاني؟
ج: هذا الحديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان([1])، بلفظ: "شطر دينه" وفي رواية: "نصف الإيمان". والحديث ليس صحيحا وفيه مقال، لكن معناه مشهور عند العلماء، وقبلوه بتفصيل وتأويل لأن هناك نصوص تحث على الزواج في القرءان الكريم وفي السنة النبوية، والزواج يعين على فعل الطاعات وترك المعاصي، ويحفظ على الناس أمور دينهم ودنياهم، وجعله الله سكينة ومودة ورحمة وسعادة الدارين. ولا يشترط كون الإمام متزوجا لصحة إمامته؛ لوجود دليل على اشتراط القراءة، قال صلى الله عليه وسلم: "يؤمكم أقرؤكم"([2]).
س: هل الحديث: "إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمان" صحيح؟
ج: الحديث ليس صحيحا وقال الخطيب إنه حديث منكر جدا([3])، ولا يؤخذ به لأن الحديث المنكر غير معتبر به في باب العقيدة، فلا يؤخذ إلا بالأحاديث الصحيحة في هذا الباب. وقد وردت نصوص في كفالة اليتيم قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة"([4]) وقرن بين السبابة والوسطى، وقوله عز وجل: "فأما اليتيم فلا تقهر"([5])، وهناك نصوص كثيرة أخرى تدل على أهمية كفالة اليتيم لما فيه من أجر وخير للفرد والمجتمع.
س: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا" هل هذا الحديث صحيح وما هو معناه؟
ج: حديث رواه البخاري، وفي رواية لمسلم: "إذا ثوب للصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا" حديث متفق عليه عند الشيخين([6])، ومعناه يظهر في سبب وروده وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤم الناس في المسجد فسمع جَلَبَة في المسجد([7]) (سرعة في الخطى)، فلما أتم الصلاة قال لهم هذا الحديث، وفي رواية لمسلم: "إذا كان يعمد الى الصلاة فهو في صلاة"، والإسلام يقرن بين الفرائض وآدابها، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي عبادة روحية ونفسية وسلوكية أيضا، ولمن يحضر للصلاة فعليه الالتزام بالسكينة والوقار، والسكينة أمر محمود يسأله المؤمن من الله عز وجل ليحصل عليه، وهي طمأنينة في القلب وخشوع الجوارح، وهي عبادة قلبية إن أقامها المؤمن في صلاته أفاضها الله عليه في قلبه وفي حياته.
س: قيل في تفسير قوله تعالى: ﴿ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب﴾ أنه ولد لسليمان ابن فقال للشيطان: أين أداريه من الموت؟ هل هذا حديث صحيح؟
ج: هذا الحديث ليس صحيحا، وهو حديث طويل ([8]) فيه حوار بين سليمان عليه السلام والجن الذي يعمل تحت ولاية سليمان عليه السلام وهو حديث منكر لا يؤخذ به، وسليمان عليه السلام نبي ولا ينبغي له أن يخشى الموت فضلا عن أن يسأل الشيطان ما ليس بيد أحد سوى الله، بل إن القرآن أخبرنا أن الله تعالى جعل نبيه سليمان عليه السلام يستعمل الجن والإنس وغيرهم، فكيف يكون أضعف منهم، فهذا فيه طعن في العقيدة.
س: ما هي درجة صحة هذا الحديث: "ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا، ولكن خيركم من أخذ من هذه لهذه"؟.
ج: حديث ضعيف (([9] ومعناه يدل على أن المؤمن مخاطب في الشرع ليجمع بين الدنيا والآخرة بناء على ما جاء به الدين، فيأخذ من الدنيا لبناء الآخرة، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها توازن بين الدين والدنيا، وما جاء الدين إلا لينظم شؤون الدنيا وليس هناك تعارض بل هناك تكامل. دل على هذا المعنى مجموعة من الآثار من مثل ما أخرجه الترمذي في سننه عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة، قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة". وعن أبي أمامة الباهلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أوى إلى فراشه طاهرا يذكر الله حتى يدركه النعاس لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه. عن أنس بن مالك، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ قال: سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة، ثم أتاه في اليوم الثاني فقال: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ فقال له مثل ذلك، ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك. قال: فإذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت.
وعن الحسن في قوله: ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة﴾، قال: في الدنيا العلم والعبادة، وفي الآخرة الجنة. وغير ذلك كثير.
س: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حب المرء للمال والشرف" هل هذا الحديث صحيح؟
ج: حديث صحيح([10]) والرسول صلى الله عليه وسلم يضرب المثل ليفهم المعنى، فالحرص الشديد على المال الذي قد يؤدي إلى نقض المسؤوليات وقطع الأرحام فهذا هو المنهي عنه، والحرص على المال ينبغي أن يكون معتدلا وألا يؤدي الى الفتنة، ويفهم من المثل أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يفسد المالُ دينَ الانسان. والمقصود بالشرف هنا حب الرئاسة وطلب الجاه على حساب الدين، وينبغي أن يكون الشرف في الخلق والعمل والمال مبنيا على أصول الدين.
س: "من حافظ على هذه الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين" ما هي درجة صحة هذا الحديث؟
ج: حديث صحيح وفيه روايات أخرجه ابن خزيمة والبيهقي وأبو داود والحاكم في مستدركه([11]) وفيه اختلاف في الألفاظ نستبينه عند أبي داود([12]) حيث قال: "من حافظ على الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين"، وفي رواية عند ابن خزيمة([13]): "من قرأ عشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مئة آية كتب من القانتين". وبعض الروايات الضعيفة جمعت بين الكل، وزاد أبو داود: "من قرأ ألف آية كتب من المقنطرين"، جميع الطرق تدل على أهمية قراءة القرءان بالليل.
س: "لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" هل هذا الحديث صحيح؟
ج: حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه([14])، وفيه دلالة على أن قتل النفس حرام توعد الله القاتل بالعذاب الشديد، فقد يرتكب المسلم معصية ويتوب فتمحى ذنوبه، لكن القتل ذنب عظيم، فكيف يعيد القاتل النفس المقتولة؟، والقتل من الكبائر.
س: هل الحديث "علموا أولادكم التجارة ولا تعلموهم الإجارة" صحيح؟
ج: لا أصل له. ومخالفته ما في الأحاديث الصحيحة الأخرى التي تحث على الزراعة والصناعة وغيرها من الكسب الحلال، واختلف العلماء في ترتيب الأعمال أيها أفضل: هل التجارة أم الصناعة؟ وهناك أحاديث تبين أن الأنبياء يعملون بأيديهم، وهذا تعزيز للصناعة، وأحاديث أخرى تبين فضل الزراعة وغيرها، والأخلاق الفاضلة مطلوبة في العادات والعبادات، والتجارة فيها فضل كما في الصناعة. ومعنى الإجارة: عقد الاستصناع، أو الخدمة التي يقدمها عامل أو أجير مقابل أجرة أو مال. وهناك أحاديث توضح أهمية الإجارة كالحديث القدسي: قال الله تعالى: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره"([15]).
س: هل الحديث "كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا" صحيح؟
ج: حديث صحيح([16]) ويبين لنا عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في وعظ الناس وتذكيرهم بالله عز وجل بأسلوب لطيف واختيار وقت مناسب للموعظة؛ مخافة السآمة حتى لا يملوا. والحديث موقوف عن ابن مسعود وحقه الرفع؛ لأنه يحكي عمل الرسول صلى الله عليه وسلم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص النساء بيوم للموعظة([17]) لتذكيرهن وتفقيههن أمور دينهن. ومن شروط الموعظة الاقتصاد فيها وعدم الإطالة.
الحواشي:
([1]) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 7/341 ح5101. من حديث أنس بن مالك مرفوعا بلفظ: "من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي". وبلفظ آخر عنده: "إذا تزوج العبد فقد كمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي". وأما رواية: "نصف الإيمان" فقد أخرجها الطبراني في المعجم الأوسط 7/332 من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
([2]) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب من أحق بالإمامة؟ ح 673 (291) بلفظ: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ...". موجود بالمنصة برقم: 931.
([3]) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 15/35. وهو موجود بالمنصة برقم: 8531 ضمن الأحاديث الموضوعة.
([4]) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأدب باب فضل من يعول يتيما 8/09 ح6005. من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه. وهو في المنصة برقم: 5049. وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد والرقائق باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم ح 2983 (43). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وهو في المنصة برقم: 5048.
([6]) متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأذان باب لا يسعى إلى الصلاة، وليأت بالسكينة والوقار 1/129 ح636 من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "إذا سمعتم الإقامة، فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا". وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة، والنهي عن إتيانها سعيا ح 602 (152). وهو موجود بالمنصة برقم: 825.
([7]) سبب ورود هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب البخاري باب قول الرجل: فاتتنا الصلاة 1/129 ح635. ومسلم في صحيحه كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة، والنهي عن إتيانها سعيا ح 603 (155). وهو موجود بالمنصة برقم: 826.
([8]) ذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 4/424. والطبراني في المعجم الأوسط 6/112. وابن الجوزي في الموضوعات 3/218. والسيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/345 وقال عقبه: موضوع، يحيى يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم ولا ينسب إلى نبي الله سليمان ذلك.
([9])ذكره ابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار 1/448، وابن أبي الدنيا في إصلاح المال 1/34، وأبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان 2/167. بلفظ: "ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه".
وذكره الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق 3/2099 بلفظ: "ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة". وابن عساكر في تاريخ دمشق 65/197. وعزاه السيوطي في الجامع الصغير لابن عساكر ورمز لضعفه. ورواه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب 3/409 بلفظ: "ليس خيركم من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا فإن يبلغه إلى الأخرى ولا تكونوا كلا على الناس".
([10]) أخرجه الترمذي في سننه أبواب الزهد باب ... 4/166 ح2376 عن مالك الأنصاري رضي الله عنه بلفظ: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه". وقال: هذا حديث حسن صحيح. ولفظة: (في حظيرة غنم) ذكرها ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
([11]) أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/452 ح1160 وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. والبيهقي في شعب الإيمان 3/492 ح2002. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ: "من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين".
([12]) أخرجه أبو داود في سننه كتاب الصلاة باب تحزيب القرآن ح1398 من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بلفظ: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمئة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين".
([13]) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 2/180 ح1142. من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بلفظ: "من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين، أو كتب من القانتين".
([14]) صحيح البخاري كتاب الديات باب ... 9/02 ح6862 من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا بلفظ: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دما حراما". وهو موجود بالمنصة برقم 2826.
([15]) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الإجارة باب إثم من منع أجر الأجير 3/90 ح2270 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وهو موجود بالمنصة برقم: 2620.
([16]) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب العلم باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا 1/25 ح68 ومسلم في صحيحه كتاب صفة القيامة والجنة والنار باب الاقتصاد في الموعظة ح2821 (83) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وهو موجود بالمنصة برقم: 4772.
([17]) أخرج البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن...الحديثَ. صحيح البخاري، كتاب: العلم، باب: هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم؟ 1/32 ح101.
Commentaires