عناية المغاربة بالسيرة النبوية

By admin, 15 septembre, 2021

خدمة المغاربة للسيرة النبوية

يقدم العلماء المغاربة - في المراحل الأولى- في دراستهم للسيرة النبوية خدمات جليلة في أصول فريدة موثقة من روايتهم، ثم إنهم خدموها توثيقا وشرحا وإسنادا، واستنباطا واستصفاء، وذلك يعني أنهم لم يأخذوا السيرة في روايتهم نقلا وتقليدا، بل نظروا فيها، وحرروا ما يحتاج إلى تحرير، وقابلوا المرويات المختلفة، فاستصفوا ما أجمعوا عليه، واجتهدوا فيما فيه خلاف على القواعد المتبعة للاجتهاد والترجيح.

النموذج المغربي في السيرة النبوية

يرتكز عمل المغاربة في السيرة النبوية - بالإضافة إلى الجمع والترتيب والتبويب- على توثيق الرواية والإبداع، فشرح السهيلي للسيرة، شرح إمام حافظ محدث فقيه لغوي، وليس رواية فحسب، ففي مشاهد السيرة ومواقفها، قدم معها فصولا شارحة بحيث يمكن استخلاص كتب مفردة منه في فقه السيرة، وفي شواهدها والأمالي عليها، والقاضي عياض في الشفا لم يكرر رواية الشمائل الترمذية، بل جمع الطرق والأسانيد، واستصفى ما هو من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم وشمائله.

علاقة السيرة النبوية بالحديث النبوي في تآليف المغاربة

ترتبط تآليف المغاربة في الحديث النبوي بالسيرة النبوية ارتباطا وثيقا، فمن ذلك ما ألفه أبو علي الغساني في "تقييد المهمل وتمييز المشكل"، في أسماء رواة الصحيحين، ومنهم رواة السيرة في أسانيد مصنفيها، وفي كتب الأحكام الجليلة للمغاربة كأحكام القاضي أبي بكر ابن العربي، نجد أقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن الطلاع، وهو من صميم السيرة، لم ينقل فيه عن السيرة فحسب، وإنما أخذ من المدونات الأصول في الحديث وجوامعه.

   
المصدر: المصنفات المغربية في السيرة النبوية  د/محمد يسف.

 

est_slider
Off

Commentaires