قال مولانا جلال الدين السيوطي:
علم الحديث: ذو قوانين تحد |
|
يدرى بها أحوال متن وسنـد |
فذانك الموضوع، والمقصود |
|
أن يعرف المقبول والمـردود[1] |
ينقسم علم الحديث إلى قسمين:
- علم الحديث رواية أو علم رواية الحديث.
- علم الحديث دراية، أو علم دراية الحديث.
علم الحديث رواية:
وردت عند العلماء تعاريف كثيرة لعلم رواية الحديث من أشهرها تعريف ابن الأكفاني حيث قال: "علم الحديث الخاص بالرواية: علم يشتمل على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها" [2].
لكن اعترض على التعريف بأنه غير جامع أي أنه لا يشمل كل المعرف، لأنه لم يذكر تقريراته وصفاته، كما أنه لم يراع مذهب القائلين بأن الحديث يشمل ما أضيف للصحابي أو التابعي.
فالمختار أن نقول في تعريف علم الحديث رواية: "هو علم يشتمل على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وصفاته وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها"[3]
علم الحديث دراية:
ويطلق عليه "مصطلح الحديث" أو "علوم الحديث" أو "أصول الحديث" أو "علم الحديث"،
وهو « معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة حال الراوي والمروي»[4]
«وقيل: هو القواعد الكلية المعرفة بحال الراوي والمروي وغايته: معرفة المقبول والمردود...
وقيل: علم بقوانين يعرف بها أحوال الإسناد والمتن. واختاره ابن جماعة»[5]
قال عز الدين بن جماعة "علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن. وموضوعه: المتن، والسند. وغايته: - معرفة الصحيح من غيره" [6]
هو علم بقوانين أي قواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من صحة وحسن وضعف وعلو ونزول وكيفية التحمل والأداء وصفات الرجال وغير ذلك»[7]
مكانة علم الحديث:
«اعلم وفقك الله أن علم الحديث أشرف العلوم بعد العلم بكتاب الله سبحانه وتعالى إذ الأحكام مبنية عليهما ومستنبطة منهما والله سبحانه وتعالى شرف نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى»[8]
قال الحافظ ابن الصلاح رحمه الله تعالى: «هذا، وإن علم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة، وأنفع الفنون النافعة، يحبه ذكور الرجال وفحولتهم، ويعنى به محققو العلماء وكملتهم، ولا يكرهه من الناس إلا رذالتهم وسفلتهم. وهو من أكثر العلوم تولجا في فنونها، لا سيما الفقه الذي هو إنسان عيونها. ولذلك كثر غلط العاطلين منه من مصنفي الفقهاء، وظهر الخلل في كلام المخلين به من العلماء.
ولقد كان شأن الحديث فيما مضى عظيما، عظيمة جموع طلبته، رفيعة مقادير حفاظه وحملته. وكانت علومه بحياتهم حية، وأفنان فنونه ببقائهم غضة، ومغانيه بأهله آهلة، فلم يزالوا في انقراض، ولم يزل في اندراس حتى آضت به الحال إلى أن صار أهله إنما هم شرذمة قليلة العدد، ضعيفة العدد...»[9]
قال الحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي في أول شرح ألفيته التي لخص فيها كتاب ابن الصلاح:
«وبعد فعلم الحديث خطير وقعه كبير نفعه عليه مدار أكثر الأحكام وبه يعرف الحلال والحرام ولأهله اصطلاح لا بد للطالب من فهمه ... »[10]
[1] ألفية السيوطي:ص:3
[2] تدريب الراوي ج1/25
[3] منهج النقد في علوم الحديث نور الدين عتر ص 31
[4] النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر 1/ 225
[5] اليواقيت والدرر شرح شرح نخبة الفكر 1/ 231
[6] تدريب الراوي1/26
[7] إتمام الدراية لقراء النقاية 1/291
[8] أدب الإملاء والاستملاء ص3
[9] مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث ص5
[10] شرح التبصرة والتذكرة ألفية العراقي1/ 97
Commentaires